منذ اللحظة التي طلبت منا استاذة فادية
أن نكتب عن مشاعرنا خلال رحلتنا الجامعية وأن أفكر من اين أبدا؟ كيف بمقدور المرء
أن يتحدث عن مشاعره! تلك المشاعر التي هي مزيج ما بين متضادات كثيرة- فرح، حزن..
ترقب، تراخٍ- أجد صعوبة في وصف مشاعري عن طريق الكلمات!. كانت مرحلة الجامعة ليست سهلة أبدا. تعثرت كثيرا
ثم نهضت بكيت وضحكت, أصبت بخيبات أمل كثيره, صاحبني الشك والايمان, لكن الشك كان
له النصيب الأكبر خلال الرحلة..
قبل سنة أخبرتني إحدى الصديقات بأنها
ستحتفل بتخرجها بطريقة "ما حصلتش"، وكنت أرى توهج عينها من شدة الحماسة،
ياه كم تمنيت لو أن مشاعري تجاه التخرج مشابهه لمشاعرها ولو قليلاً. كان
الخوف من مرحلة ما بعد التخرج طاغي، خوف من عدم حصولي على وظيفة، خوف من بقائي في
المنزل " وبروزت " الشهادة الجامعية، خوف من مستقبلي المجهول... خوف.. خوف..
خوف! إلى متى!
في صيف ١٤٣٩ قررت أن أتغلب على الخوف
المتراكم وألا أقف مكتوفة اليد. ومن هنا بدأت رحلة البحث عن خبرات ترفع من
احتمالية حصولي على وظيفة بعد التخرج. في شهر رمضان الكريم توظفت موظفة مبيعات في The body shop، كانت التجربة من أصعب
التجارب التي خُضتها خلال مرحلتي الجامعية، تخللها البكاء والتنازل عن أشياء كثيرة
كجمعات الأهل والأصدقاء والأكيد النوم. قبل ذهابي للدوام كنت أسال نفسي " هل
مستاهل التعب يا شروق" فكانت الإجابة بعد عدة أشهر بـ"نعم مستاهل"
اذ بفضل هذه التجربة فُتحت لي أبواب ظننتها لن تُفتح وأنا طالبة ما أملك غير شهادة
الثانوي. كانت هذه التجربة بمثابة "درس" علمتني كيف هي بيئة العمل.
قرأت تغريدة لأحد المتابعين جعلتني أتامل كلماتها لفترة طويلة, كانت التغريدة
تقول" النمط عدو الحياة. النمط هي الحلقة
المفرغة التي تخبرك إنك لست أكثر من حلقة في سلسلة. اكسر النمط واخرج من السلسلة
ولن تموت.. لا تخف" كانت الجامعة بالنسبة لي "نمط" تبدأ من المحاضرات
والمذاكرة وتنتهي بالاختبارات. كنت كغيري من الزميلات نخاف أحيانا من خوض تجارب
نظن أننا لسنا مؤهلين للقيام بها وأحيانا نوهم أنفسنا أننا لن نستطيع القيام بها. الخوف
من الخوض في التجارب الجريئة هي العقبة التي تحول بيننا وبين النجاحات الكثيرة. في
أخر مستوى جامعي كان شعاري " خاربه, خاربه" كنت أخوض التجارب واحده تلو
الأخرى من باب "ذي أخر فرصه لي" صحيح لم أنجح في أغلبها لكني حصلت على
شرف المحاولة.
اخيراَ.. رغم ذلك التّيه أنا ممتنه!
نعم، ممتنه للأيام الكثيرة المليئة بالتحديات والعثرات والنجاح، ممتنه جداً
لشخصيتي التي صُقلة خلال رحلتي الجامعية، ممتنه لسهري أوقات طويلة أمام شاشة
الكمبيوتر، للأستاذة التي لم تشرح لنا الدرس جيداً فجعلتني أضطر للبحث عن طُرق
أخرى للفهم، ممتنه لاحتراف جوجو في صنع نسكافية ثلاثة في واحد كل صباح، ممتنه لنهى
إدريس التي تحملتني ٤ سنوات رغم تقلبات مزاجي. والامتنان الأكبر لصديقاتي في نادي
الكتاب اللاتي بفضلهن أطلعت على مواضيع أخرى لم أكن أتصور في يوم من الأيام سأقرأ
أو أهتم لها. وممتنه ايضا لكم يا أصدقاء
على قراءة خرابيطي.
تعليقات
إرسال تعليق